قصص واقعيه
في البداية نسوق حكاية الشقيقة التي غدر بها شقيقها وجار على ميراثها بعد أن عزفت عن الزواج بعد وفاة والدتها كي تربيه هو وأخوته، وبعد ذلك ربت أولاده، وعندما طلبت منه جزءاً من ميراثها لتؤدي فريضة الحج ثار في وجهها قائلاً: ليس لك حقوق عندي وافعلي ما تشائين، وتوسط الأهل والجيران ولكن لا حياة لمن تنادي فلم يرضخ الأخ فاضطرت الشقيقة أن تلجأ للمحكمة، وقفت أمام القاضي تشكو وتبكي وتقول: ضحيت من اجله وأجل أخواته فأكلني لحماً ورماني عظماً لدرجة حرماني من الميراث ومن أداء فريضة الحج التي لا أتمنى سواها بعد أن فاتني قطار الزواج بسببه هو وأشقائي الآخرين.
الجزاء المر
مأساة أخرى ننقلها من أروقة المحاكم بطلتها سيدة في مقتبل العمر، تقول: جئت للمحكمة أطلب العدل والإنصاف من زوجي الذي تزوجته وعمري 21 سنة فور تخرجي من الجامعة، وكان عمره وقتها 28 سنة وحاصل على مؤهل متوسط فقط، ورغم معارضة أهلي أصررت عليه وتزوجته وتمسكت به وتحملت ظروفه المادية الصعبة، ثم التحقت بعمل في إحدى الشركات الأجنبية، وكان راتبي يفوق راتبه أربع مرات، وكنت أنفقه كله على البيت خاصة بعدما رزقني الله بطفلة جميلة، وعندما شعرت أنه يشعر بالنقص لأن مؤهلي أعلى من مؤهله دفعته للالتحاق بالجامعة المفتوحة، وكنت اسدد له مصاريف الجامعة من راتبي وبعد التخرج التحق بعمل أفضل وكان يتأخر كثيراً خارج البيت بدعوى العمل، شيئاً فشيئاً بدأ في الغياب عن المنزل باليومين والثلاثة بدعوى العمل، لكن إحساسي كان يقول غير ذلك، وصارحته بما أشعر وفي أثناء المناقشة كان جافاً غليظاً على غير عادته، استفزني فذكرته بوقفتي بجانبه وتضحياتي من أجله فثار وغضب ورفع يده عليّ لأول مرة، وصدمني قائلاً (نعم أعرف امرأة أخرى إن كان عاجبك استمري، وإذا لم يعجبك الباب (يفوت جمل)، شعرت بالإهانة، وبالفعل تركت البيت وذهبت إلى أهلي، وبدلاً من أن يأتي ليعتذر ويصالحني أرسل لي ورقة الطلاق، وعندما طالبته بالمؤخر والصداق ونفقة الطفلة رفض بشدة واليوم أنا في المحكمة في محاولة لأخذ حقي المادي على الأقل، أما عواطفي فلا تعوض بمال الدنيا كلها.
زوجي الخائن
وفي الفترة الأخيرة تناقلت الصحف حكاية آمال سيدة الأعمال التي حاولت قتل زوجها المحامي، والسبب أن (آمال) كانت امرأة عصامية، فور تخرجها حصلت على قرض من أحد البنوك، وأقامت مشروعاً صغيراً أدر ربحاً معقولاً، وعندما زاد حجم العمل وزاد طموحها في مزيد من الأعمال، فكرت في الزواج من رجل يقف بجوارها ويدير معها أعمالها، وكان محامي الشركة الشاب محل إعجابها فعرضت عليه الزواج بطريقة غير مباشرة وبالفعل تم الزواج، وحصل الزوج والمحامي في نفس الوقت على توكيل بإدارة الأعمال والأموال في البنوك، وبالفعل زاد حجم العمل والربح، لكن (آمال) لم ترزق بطفل وكانت تتمنى ذلك كأي امرأة، وعندما ذهبت للأطباء أكدوا لها أنها سليمة تماماً وليس لديها أي مانع يمنعها من الإنجاب واقترح عليها الأطباء أن يعرض زوجها نفسه للعلاج وعندما تحدثت معه في هذا الأمر، نهرها بشدة وأكد أنه لا يريد أن ينجب أطفالاً، وأصر على عدم الذهاب إلى الأطباء، فشكت (آمال) في نية زوجها تجاهها وطلبت منه اطلاعها على سير العمل واطلاعها على المحاسبات وكانت الصدمة أن الحساب في البنوك (صفر) والشركة تم نقل ملكيتها باسم شقيقة زوجها الذي خان الأمانة وعندما اعترضت كانت ورقة الطلاق في انتظارها.
الصرخة النسائية
وفي بريد (حلاّل المشاكل) الأشهر في الصحافة المصرية للكاتب الصحفي عبد الوهاب مطاوع عشرات الحكايات مفادها الصرخة الشهيرة للمرأة (أكلني لحماً ورماني عظماً) لكن من أكثر هذه الرسائل التي أثرت فيه حسب قوله رسالة صبي في المرحلة الثانوية يحكي فيها مأساة أمه مع والده، وكيف وقفت بجواره وساندته، ويحكي الشاب أنه كان يشاهد حب أمه الكبير لأبيه، الذي تركها رغم ذلك وتزوج من سكرتيرته في العمل، وتجاوز حدود القسوة ليترك أولاده دون إعالة مادية أو نفسية، ويتساءل الشاب عن هذا الغدر.. لماذا ؟
وحول تعليقه على هذه الواقعة يقول مطاوع: لقد مللت الحديث عن هذه المشكلة، ومللت تقريع الرجال الذين يغدرون ويبيعون والذين ينساقون وراء أهوائهم ويدمرون حياتهم العائلية ويضيعون أبناءهم طلباً لمتعة لا تدوم فالظلم من أصعب الأشياء التي يمكن أن تصادف الإنسان، فما بالك إذا كان الظالم من أقرب الناس إليك، ان الشاعر العربي يقول:
===============================
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على النفس من وقع الحسام المهند
===============================
تراث ذكوري
ومن جانبها تقول الكاتبة فريدة النقاش: أعتقد ان السبب الأول في هذا الغدر الذكوري يرجع إلى فترات التدهور التي أصابت مجتمعنا العربي وأفرزت صوراً متعددة في السلوك المنحط والأخلاقيات الهابطة وخاصة الغدر والظلم وهما يقعان عادة على الطرف الأضعف مثل المرأة أو الأطفال وخاصة البنات وذلك ناتج عن تراث ثقافي طويل، فمنذ سقوط مجتمع الأم والاستهتار بدورها الفعال في المجتمع. وتواكب مع هذا السقوط تصاعد سلطة الرجل لأنه المالك لأدوات الإنتاج والأرض وكافة موارد الحياة، فأصبح بطبيعة الحال مالك أيضاً للمرأة والطفل، وتعمقت هذه الثقافة (ثقافة الطبقية الذكورية) التي اعتبرت المرأة ضمن ممتلكات الرجل.