. نُلت في العلياء خير منالٍ
وتماطت عنُقك بالنصر خيلاءُ
كربيع تَورد من بعد جفاف
وتبسمت الأرض وتناهت زهاءُ
أو كبدر أضاء الكون في غسق دجى
وتلألأ للظمآن في سفحهِ الماءُ
ها أسرانا تشتم النسيم الطلق
وعلت على لاآت السجان لك اللاءُ
ما أنت للمدح بصاحب هوى
ولا ترجو من غير الله في كل جزاءُ
قيل : شاءوا غير ما جَنَيْتَ
فقلت: مشيئة الله فوق ما شاءوا
الحق والحق ما حِدتة
لأنت للعالمين خير ولاءُ
لامَسَتْ نخوة المعتصم فيك نخوةً
وكانت لها مسامع آخرين صماءُ
ها انهض وبارك لنا بحلواك
فان لامستها يداك زادتها حلاءُ
ولْتُرْفَعْ زغاريد الوالدات مُدويةً
ولْينجلي عن مُحيا الحرائر العناءُ
تَرعرعت في رُبوعنا تَرعرُع يافعٍ
وَسَرَتْ في ضِلعهم تنهش الحُماءُ
راح يخطب المارق في ذويه
يتجلى على سِحنتة حُسن المِواءُ
فإذا ما تأهبتَ وهِجْتَ ، خَرَّت
هَيبتهُ ، فهو والنعل سَواءُ
فأعذر بما أتيتَ الحاسدين إن ما شادوا
فصعبٌ على نفس الحسود الثناءُ
جمعت في الأسرى شتى ألوانِهم
فلك في ذلك فِطْنَةً وذكاءُ
وأسدل الله على يديك
بالوفاء للأحرار أجلَّ رداءُ
حَظيت من طُهر القلم سجلا
ما حظا به من قبل أُمراء
فأنظر في لواحظ الجموع صورةً
لك كأنها من رحم الفنون نجماءُ
وفي حديث رسل النسيم نحوك
غرام كل فتاً وثكلاءُ
حكم الزمان لك بما اخترته
فتحكم بقلوب الجَمع كيف تَشَاءُ
يا سادتي في السجون لكم منه
عهد الرجال بالأحبةِ لِقاءُ
من كل زنزانة سما بكم القوم
مطويُّ الفؤاد والروح فِداءُ
المجد في عِظم شموسكم يموج
كما يموج في الغيدِ قلم الشعراءُ
يا سادتي أعيَيْتمونا فِراقاً
فما لنا غير رُؤياكم دواءُ
يا شقائق النجوم أي
وسيلة تدنيكم ، فليس للعين إغفاءُ
يقول الصَادِي إلي نيل المنى
فَلْتُهْمِد منا أعداد أعدادهم الهيجاءُ
فَاسْمعوا مقالة صادق لم يُحابي
في الجمع فاسق ولا في العزم رياءُ
يتوازن الصيف والشتاء في صحبته
وتكاد الأرض تعانق السماءُ
تبتهج العين في رياض نوره
منابته الوقار والفضيلة والذكاءُ .
. ديوان أحرار وطواغيت