وحكى آخر حكاية وادي القرية الذي يسكنه جماعة من الجن الذين هم بين الحين والحين يقيمون الأفراح ويحيون الحفلات وتُسمع أصوات موسيقاهم وأهازيجهم إلى مشارف القرية، ولا يجرؤ أحداً من سكان تلك القرية على الاقتراب من ذلك المكان خوفاً من سطوتهم وبطشهم به، وكان أهل القرية قد وجدوا في أحد الأيام جثة رجلاً منهم ملقاة بالقرب من ذلك المكان وفيها أثار أنيابهم وأظافرهم.أمّا حكاية وادي القرية والجن الذين يسكنونه ويقيمون فيه الأفراح، فقد تبين لذلك الرجل بعد أن تفحصه جيداً أن بعض الأواني المنزليّة المعدنيّة القديمة كانت معلقة على إحدى الأشجار هناك وقد مضى على وجودها زمن طويل، وكانت كلما هبت الريح وهزت أغصان وفروع تلك الشجرة تتحرك تلك الأواني وتصطدم ببعضها البعض وبأغصان الشجرة فتُحدِث أصواتً كأصوات الموسيقى، وبما أن أحداً من أهل تلك القرية لم يجرؤ على الاقتراب من ذلك المكان لاعتقادهم بأن الجن هم من يفعل ذلك بقيت تلك الأواني معلقة ولمدة طويلة دون أن ينتبه لوجودها أحد، ناهيك عن قصة الرجل الذي وجدوه مقتولاً بالقرب من ذلك المكان.
وأمّا حكاية الرجل المقتول فقد فسرها الرجل الغريب بقوله:
أن أحد الحيوانات المفترسة هو الذي غرز أنيابه وأظافره في جسد ذلك المسكين.