منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا لا تزال الحكايات والروايات تحكى وتروى عن الجن والعفاريت والشياطين والأرواح والأشباح وما شابه ذلك، وقد ازدادت الخُرافات والأساطير التي تحاك خاصةً حول الجن في وقتنا الحاضر حتى غزت عقول الناس وأرهبت ضعاف النفوس. وفي (لبنان) كانت أكثر ما تنطلق مثل تلك الخرافات والأساطير من قرية صغيرة يسكنها جماعة من الناس البسطاء الذين يعتقدون بأن الجن يسكن معهم في قريتهم وأن لهم مع الجن حكايات وحكايات، وقد كان أولئك الناس يصدقون كل ما يسمعون من خُرافات وأساطير حول الجن والشياطين والعفاريت، وحتى هم أنفسهم كانوا يؤلفون مثل تلك الحكايات ويروونها ويصدقونها أيضاً، وكانوا سعداء ومسرورين فيما يروون ويؤلفون.
في يوم من الأيام زار أولئك الناس في قريتهم أحد الرجال الباحثين بأمور الجن، وأراد أن يتأكد بنفسه من صحة زعمهم بوجود الجن في قريتهم، وما إن دخل ذلك الرجل القرية حتى أخذ أهلها يقصون عليه حكاياتهم ومغامراتهم مع الجن.
فروى له أحد سكان تلك القرية حكايته مع الجنيّة الحسناء التي كانت تجلس أمامه كل ليلة على حافة النافذة في غرفته وتسرح شعرها الناعم المسدول على كتفيها، وحين كان يحاول الاقتراب منها كانت تتبخر أمامه وتختفي وكأنها سراب، وبقيت تفعل ذلك لفترة قصيرة من الزمن ولم يعد يرها بعد ذلك.